تتعرض السعودية لضغوط متزايدة من شركائها في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخصوصا فنزويلا لخفض الإنتاج من أجل دعم الأسعار ,حيث تجتمع المنظمة هذا الأسبوع وسط تخمة في المعروض النفطي قد تكون الأضخم في تاريخ المنظمة.
يري المحللون أن أوبك ستستمر في ضخ النفط بقوة رغم الضغوط المالية الناتجة عن انخفاض الاسعار حتى على السعودية التي تقود سياسة الدفاع عن الحصة السوقية الأمر الذي يثير مخاوف الأعضاء الأصغر الذين يراودهم القلق من تراجع الأسعار أكثر صوب 20 دولارا للبرميل.
وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم الأربعاء إن بلاده وهي من صقور أوبك التقليديين ستدعو إلى خفض الإنتاج خمسة بالمئة لدعم الأسعار عندما تجتمع أوبك يوم الجمعة. وتنتج أوبك حاليا نحو 1.7 مليون برميل يوميا فوق السقف.
وقال مادورو “وزير (النفط) الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو سيقدم مقترحا شديد الوضوح باحترام سقف الإنتاج.. دقت ساعة إعادة النظام إلى سوق النفط ويري المحللون أن أي تغير في السياسة وارد فقط إذا ما انضم المنتجون الكبار من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول وبخاصة روسيا إلى الخفض المنسق للإنتاج.
وبينما قد تتشاور موسكو مع وزراء النفط في أوبك قبل اجتماعهم نصف السنوي الذي يعقد الأسبوع المقبل فإن فرص مساهمتها في وقف هبوط الأسعار مازالت ضعيفة, حيث صرح وزير الطاقة الروسي الروسي “ألكسندر نوفاك” اليوم الخميس إنه لن يحضر اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” الذي من المقرر عقده في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول في فيينا.
وقال نوفاك: “إن روسيا قد تشارك في اجتماع غير رسمي قبيل اجتماع أوبك”. ويبقي الوصول لاتفاق يقضي بخفض الانتاج بعيدا “.
وتراجعت أسعار النفط أكثر من النصف إلى 45 دولارا للبرميل على مدى الثمانية عشر شهرا الأخيرة بسبب طفرة النفط الصخري الأمريكية ومستويات إنتاج أوبك المرتفعة بالاضافة الي الارتفاع القياسي في انتاج النفط الروسي الذي أدي بدوره الي تخمة في السوق النفطي وانخفاض الاسعار ال أكثر من 60% منذ 2014, حيث يتراوح فائض انتاج النفط في السوق بين نصف مليون الي مليوني برميل يوميا .
ويبقي قدر الفائض من الانتاج النفطي فى عام 2016 مجهولا ورهينة التكهنات , ولكن مما لاشك فيه انه سيكون هناك زيادة في الانتاج خصوصا بعد رفع العقوبات الغربية المفروضة علي طهران ودخول النفط الايراني للسوق ,والجدير بالذكر ان ايران تعتبر ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك بعد السعودية وصاحبة ثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم.
ويقول ديفيد فيف رئيس البحوث في جانفور لتجارة السلع “في الوقت الحالي لا أري أي مؤشر على أن السعوديين سيسعون لتعديل استراتيجيتهم القائمة على حماية حصة السوق… ستخضع مرونة الاستراتيجية للاختبار خلال الاثني عشر إلى ثمانية عشر شهرا المقبلة في وجه أي زيادات في الإنتاج من إيران أو العراق أو ليبيا.”