قال أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي د. عطية الفيتوري إن تداول الدينار خارج المصارف ارتفع بأكثر من 7 أضعاف خلال عشر سنوات، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة عرض النقود في الاقتصاد حوالي خمس مرات ونصف، ليزيد من 14 مليار دينار العام 2005 إلى 77 مليار دينار العام الماضي.
عرض النقود يزيد بحوالي خمس مرات ونصف إلى 77 مليار دينار العام 2005
وأضاف دِ. الفيتوري، في مقالة له على صفحة مصرف ليبيا المركزي البيضاء، أن الودائع تحت الطلب (الحسابات الجارية) تضاعفت خمس مرات خلال الفترة نفسها، لتصل إلى 53.8 مليار دينار العام الماضي مقابل 10.7 مليارات دينار في العام 2005، لكن المفارقة أن الودائع لأجل (وهي ودائع تعطي عليها المصارف فوائد) قد انخفضت خلال الفترة نفسها إلى 1.3 مليار دينار بعد أن كانت 2.4 مليار دينار العام 2005.
واستنتج الفيتوري أن الليبيين «لديهم تفضيل للسيولة خصوصًا منذ سنة 2011، حيث لجأ المصرف المركزي في تلك السنة إلى إعادة إدخال العملة الملغاة في التداول من جديد، مما أدى إلى تضاعف حجم العملة خارج المصارف من 7.6 مليارات دينار سنة 2010 إلى 14.8 مليار دينار سنة 2011».
تفضيل الليبيين للسيولة ليس غريبًا فالجمهور لا يعرف هل ستكون قادرة على سداد كل الودائع أم لا؟
و أوضح قائلا: «بالطبع هناك أسباب لتفضيل السيولة في تلك السنة لأن الجمهور لا يعرف مصير المصارف، وهل ستكون قادرة على سداد كل الودائع أم لا، فهذا التصرف ليس بغريب على الأفراد، فقد حصل الشيء نفسه في أميركا العام 2008 عند حدوث الأزمة المالية العالمية، وكذلك حدث في قبرص منذ سنتين تقريبًا وفي غيرهما».
وقال: «كذلك مما يدل على حب الناس للسيولة هو انخفاض حجم الودائع الزمنية، فبدلاً من أن يرتفع حجم الودائع الزمنية انخفض إلى النصف ما بين سنتي 2005 و 2015، هذا لا يحدث في أي اقتصاد يتصف بنوع من الاستقرار»
المصدر : بوابة الوسط