- يتوقع خبراء أن يمتص قطاع السياحة في بريطانيا صدمة قرار الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بسبب انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني حيث بات قضاء العطلة بالنسبة إلى القادمين من الخارج أرخص، على عكس توقعات سابقة أشارت إلى تأثر القطاع بالبريكست.لندن – لم يعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي يخيف السياح الأجانب في لندن، بل على العكس، بعدما بات تراجع قيمة الجنيه الإسترليني يوفر عليهم 15 بالمئة من كلفة رحلتهم.
وبعد أسبوعين على القرار التاريخي للبريطانيين إثر 43 عاما من انضمامهم للتكتل، لم يتغير شيء على ما يبدو بالنسبة إلى السائحين على الرغم من فوز معسكر “لا” في استفتاء الشهر الماضي.
ويرجح خبراء أن يعود الوضع الراهن للقطاع السياحي بالنفع على بريطانيا، على العكس من الاعتقاد الذي رافق نتائج الاستفتاء المثير للجدل.
ويظهر القطاع السياحي تماسكا إلى حدّ الآن حيث يعمد البعض من السياح، خلال فترة بعد ظهر يوم مشمس، إلى التقاط صور سيلفي قرب ساعة بيغ بن الشهيرة أمام البرلمان البريطاني، أو أمام أكشاك الهاتف الحمراء، ويتنزه آخرون في حافلات من طابقين.
لكن الاستثناء الوحيد يتعلق بالتكاليف. فتراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو، في سابقة هي الأولى على مدى ثلاثة عقود، والناجم عن وصول الذعر إلى الأسواق منذ صدور نتيجة الاستفتاء، يعتبر بشرى سارة للسياح في لندن التي تعدّ باهظة التكاليف.
ويقول روبرت دو روس، وهو سائح من ميدلبورغ في هولندا، في تعليق لوكالة رويترز “بالنسبة إلى إجازتي، الأمر رائع. تتدنى تكلفتها من دقيقة إلى أخرى”.
ويعرب عن الارتياح نفسه روبرتو سيراليا الذي جاء مع زوجته وابنيه من كونيو في شمال غرب إيطاليا. وقال “قياسا لما هو سائد قبل التصويت، فإننا سنوفر الآن 15 بالمئة على الأقل نظرا إلى ما خسره الجنيه الإسترليني”. وأضاف “بالنسبة إلينا، من المهم جدا أن نأتي إلى لندن في هذا الوقت، حتى لو أننا لا نريد ذلك”، باعتبارها فرصة لن تتكرّر كثيرا.
أما الطالب الأميركي بريتون باين، فيقول إنه اشترى كثيرا من الأغراض من السوبرماركت غداة الاستفتاء “من أجل الاستفادة” من تراجع الجنيه. ولم يحقق هذا الشاب نتيجة كبيرة، لأنه غير قادر على إنفاق المئات من الجنيهات ليتذوق فعلا طعم الفرق.
هيئة فيزيت بريتن: السياحة البريطانية يمكن أن تستفيد من تراجع الاسترليني مقابل اليورو وتعدّ أريكا كيم من السائحين الذين يمكن أن يلمسوا الفرق. لكن كيم التي أتت من كوريا الجنوبية مع زوجها، تأسف لأنها اشترت جنيهات قبل أن تأتي. وقالت “أشعر بشيء من الحزن لأني خسرت 400 جنيه” بالمقارنة مع أسعار الصرف قبل الاستفتاء.
وعلى الرغم من كل شيء، قالت بابتسامة “سأمضي بعد يومين قبل أن أعود، وأريد أن أشتري البعض من الأغراض والمزيد من الملبوسات والألعاب للعائلة”. وبفضل تراجع الجنيه الإسترليني، تعدّ الصناعة السياحية البريطانية واحدة من القطاعات النادرة في بريطانيا التي تتمكن من الاستفادة سريعا من نتائج البريكست.
وقالت هيئة فيزيت بريتن، التي تتولى الترويج للمعالم السياحية في بريطانيا “تتوافر للسياحة القدرة على الاستفادة من تراجع الإسترليني أمام اليورو”.
وأشارت الهيئة نقلا عن معلومات جمعتها شركة فوروردكيز، إلى أن الأرقام الأخيرة حول الحجوزات المتعلقة بالرحلات الجوية إلى المملكة المتحدة شهدت ارتفاعا ناهز 10 بالمئة بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، فيما ارتفعت عمليات البحث على الإنترنت عن رحلات، كما تقول الشركات السياحية.
وعلى مقربة من مقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت، حيث يأمل السياح في أن يلمحوا وراء البوابات رئيس الوزراء المستقيل ديفيد كاميرون، فإن باعة التذكارات لم يشعروا بعدُ بهذه المؤشرات، وقد أعربوا عن شكوكهم بالنتائج الإيجابية للبريكست على القطاع السياحي.
وترى مارا أوليفييرا، المسؤولة عن محل سي.جي.إكس إكسيسوريز أنه “باستثناء الأميركيين الذين ينفقون أكثر من السابق، لم نلاحظ شيئا خاصا”. وأمام المقاهي التقليدية المبنية على شكل ساعة بيغ بن أو صور الملكة إليزابيث الثانية في إطارات بألوان علم الاتحاد، لا يرى أشيك أف البائع لدى كول بريطانيا إلا الركود الناجم عن بريكست، حيث قال “لا نرى أيّ شيء إيجابيا. السياح يواجهون فوضى تامة”.