ذكر تقرير أعدته جريدة «ذا غارديان» البريطانية أن الاقتصاد الليبي أمام «خطر الإفلاس»، وقد تُجبر الحكومة على تخفيض قيمة العملة وإنهاء دعم الوقود، في خطوة قد تشعل موجة جديدة من السخط الشعبي.
وقالت الجريدة في تقريرها الذي نشر أمس الأحد إن مصداقية حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج تتراجع، فهو غير قادر على توحيد الدولة، رغم الدعم الذي يحظى به من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا.
حيث قال السراج سابقًا إنه لا مفر من خفض قيمة الدينار لمواجهة العجز وزيادة قيمة الاحتياطات النفطية وضمان تدفق الأموال للبنوك. لكن مثل هذا الإجراء، حذرت «ذا غارديان»، قد يشعل موجة غضب بين الليبيين نظرًا لارتفاع أسعار الواردات والسلع، وقد لا يملك السراج القوى الكافية لتمريره.
ولفت تقرير الجريدة البريطانية إلى تراجع شعبية السراج خلال الفترة الماضية نظرًا لفشله في حل الأزمات اليومية التي يمر بها المواطنون. وأكد دبلوماسي غربي أن «إعادة إحياء الاقتصاد الشرط الوحيد لضمان زيادة مصداقية الحكومة».
الدينار يتراجع 7% أمام الدولار، الاحتياطات الأجنبية تراجعت إلى 43 مليار دولار، وخسائر الناتج المحلي التراكمي منذ العام 2011 بلغت 200 مليار دولار.
وتراجع الدينار الليبي بقيمة 7% أمام الدولار الأميركي ليصل إلى ستة دينارات للدولار في الأسواق الموازية، للمرة الأولى في تاريخه.
واضطرت القوى الغربية والمؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي للتدخل مباشرة لبحث وضع حلول للأزمة المالية في ليبيا. واستضافت لندن وروما هذا الشهر مؤتمرًا اقتصاديًا عن ليبيا بحضور ممثلين عن المجتمع الدولي والمؤسسات المالية والاقتصادية الليبية لبحث حلول للأزمة.
ونتج عن الاجتماعين خطة اقتصادية سيتم نشرها كاملة في الأول من ديسمبر المقبل، ومن المتوقع أن تتضمن إجراءات لتخفض قيمة العملة ورفع دعم الوقود، وفق الجريدة البريطانية.
وخلال اجتماعات روما ولندن، اتهم رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج محافظ المصرف المركزي صادق الكبير بعرقلة عمل حكومته والامتناع عن توفير الأموال اللازمة للعمل، بينما قال الكبير إن السراج لا يملك خطة واضحة لإصلاح الاقتصاد.
وأجبرت الضغوط الغربية المصرف المركزي على توفير ستة مليارات دولار لحكومة الوفاق لدفع المرتبات واستحقاقات الكهرباء والمؤسسة الوطنية للنفط. وتم وضع مخطط بياني يحدد خطوات حصول الحكومة على تلك الأموال وآليات صرفها.
وباتت الطوابير أمام المصارف ونقص المواد الطبية والدواء وانقطاع الكهرباء من سمات الحياة اليومية في ليبيا. وتراجعت الاحتياطات الأجنبية خلال ثلاث سنوات من 100 مليار دولار إلى 43 مليار دولار. وبلغت حسابات خسائر الناتج المحلي التراكمي منذ العام 2011 حوالي 200 مليار دولار.
وأكد دبلوماسي بريطاني، لم تذكره الجريدة، التزام المملكة بدعم فائز السراج، مضيفًا: «السراج رجل صالح، يحاول القيام بمهام صعبة. الحالة الاقتصادية والجمود السياسي يغذيان بعضهما البعض».
المصدر : بوابة الوسط