ذكرت جريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن زيادة الإنتاج النفطي في ليبيا يهدد نجاح الاتفاق بين الدول المنتجة النفط من منظمة «أوبك» وخارجها ويضعه أمام الاختبار، مع استعدادها لبيع مئات الآلاف من براميل النفط في السوق الدولية.
ولفتت الجريدة في تقرير نشرته الخميس إلى إعادة فتح حقلي الشرارة والفيل خلال الأيام المقبلة، مع استئناف العمل في ميناء السدرة. ويأتي ذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط، الجمعة إلى أعلى مستوى منذ 17 شهرًا.
ونقل التقرير عن الباحث في مؤسسة «بتروماتريكس» لأبحاث الطاقة، أوليفر جيكوب: «ما يمكننا فعله الآن هو الانتظار لنرى ما سيحدث في ليبيا، لكن هذا التطور لا يمكن تجاهله». وبدوره قال من مؤسسة «بي في إم» النفطية البريطانية تاماس فيرغا إن «زيادة الإنتاج في ليبيا ونيجيريا يعرقل تراجع مخزونات النفط عالميًا خلال 2017».
وقالت «فاينانشيال تايمز» إن الزيادة الكبيرة في الإنتاج الليبي تهدد بزيادة فائض المعروض في السوق الدولية، وبالتالي يهدد صعود أسعار النفط عالميًا والتي جاءت مدعومة باتفاق بين منتجي النفط من داخل منظمة «أوبك» وخارجها على تخفيض الإنتاج الكلي.
وأكد أحد مستشاري حكومة الوفاق الوطني إعادة فتح حقل الفيل النفطي، تديره شركة «إيني» الإيطالية، مما يرفع الإنتاج الكلي في ليبيا بمقدار 80 ألف برميل يوميًا.
وضاعفت ليبيا من إنتاجها النفطي خلال الثلاثة أشهر الماضية، ليصل إلى 600 ألف برميل يوميًا، وتم استثناؤها من اتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج، بسبب الخلافات الداخلية والصراعات التي عطلت الإنتاج خلال السنوات الماضية.
وفي نيجيريا ارتفع إنتاج النفط إلى 1.8 مليون برميل يوميًا، وفق ما أعلنه وزير النفط النيجيري، إيمانويل إيبى كاتشيكو، الخميس. ووقعت نيجيريا اتفاقًا مع شركات نفط دولية مثل «رويال شل» و«موبيل» و«إيني» و«شيفرون» لإقامة مشاريع مشتركة بقيمة خمسة مليارات دولار.
ويستهدف اتفاق «أوبك» خفض الإنتاج الكلي إلى 32.5 مليون برميل يوميًا، وذلك لتقليل تخمة المعروض في الأسواق ورفع الأسعار.
وكان خام برنت سجل الإثنين الماضي 57.89 دولار للبرميل، في أعلى مستوى منذ منتصف العام 2015 لكنه تراجع الخميس إلى 54.16 دولار.