أطلقت شركة أبل منتجاتها الجديدة في الموعد المعتاد، وكان أبرزها النسخة الجديدة من الهاتف الذكي آيفون 7 الذي حمل حزمة من المزايا والتقنيات الحديثة في محاولة لوقف تراجع المبيعات.
ومن أبرز مزايا الجهاز السماعات اللاسلكية، التي ستباع بشكل منفصل، واختفاء فتحة توصيل السماعات السلكية التقليدية، رغم أن المستخدمين سيمكنهم توصيلها من خلال فتحة الشحن.
وجاءت معظم ردود الأفعال الأولية سلبية، وانتقدت سعي الشركة لإجبار المستخدمين على شراء السماعات اللاسلكية (أيربود) التي ستطرح للبيع نهاية شهر أكتوبر بسعر 159 دولارا.
وأعلنت أشهر وأكبر شركة تكنولوجيا في العالم أن سعر جهاز آيفون 7 يبدأ عند 649 دولارا، في حين أن سعر طراز آيفون 7 بلاس يبدأ عند سعر 769 دولارا، وأنها ستبدأ طرحها في الأسواق الرئيسية، ومن بينها البعض من الأسواق العربية في 16 سبتمبر الجاري.
ولم تجد الإثارة في قاعة بيل غراهام في سان فرانسيسكو صدى في وول ستريت إذ تراجع سهم الشركة 0.4 بالمئة بعد انتهاء المؤتمر، لكن أسهم شركة نينتندو قفزت أكثر من 20 بالمئة مستفيدة من أن ألعابها ستصل إلى المزيد مـن الجمهور من خلال أجهزة آيفون 7.

جوناثان أيفي: نحن على أعتاب مستقبل لاسلكي حقيقي كنا نعمل عليه منذ سنوات عدة
وتكشف ردود فعل الأسواق، أنها لا تعوّل كثيرا على ما طرحته أبل، حيث ارتفع سعر أسهمها بشكل طفيف أمس، لكنه كان قد استفاد بشكل كبير في الأسبوع الماضي من محنة شركة سامسونغ، التي سحبت أجهزتها المنافسة بسبب خلل في البطارية يمكن أن يؤدي إلى انفجارها. وكان اختفاء فتحة السماعة متوقعا على نطاق واسع، وقد استقطب التماس على الإنترنت يطالب أبل بالإبقاء عليها، أكثر من 300 ألف توقيع. ورفض الكثيرون تلك الخطوة لأنهم يفضلون استخدام سماعاتهم الخاصة.
لكن الخطوة حظيت أيضا بترحيب بعض الخبراء، الذين قالـوا إنها ستغير كيفيـة تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم، وتسمح بالقيام بمهام كثيرة في آن واحد، مثل الترجمة وتصفية الضوضاء غير المرغوب فيها والتحكم في أجهزة أخرى عن طريق الصوت.
ويشير محللون إلى أن أبل تهدف من خلالها إلى تعويض تراجع الأرباح، وفتح سوق جديدة للسماعات الذكية، يمكن أن تصل قيمتها إلى 16 مليار دولار في غضون خمس سنوات.
وبررت أبل إزالة فتحة السماعة بأنها خطوة ذكية للتخلي عن تكنولوجيا عمرها 100 عام وزيادة المساحة داخل آيفون. وعرضت سماعة بديلة تعمل بسلك أبل الخاص لكنها شجعت على استخدام السماعات اللاسلكية الجديدة.
وقال فيل شيلر نائب رئيس قسم التسويق العالمي في أبل وهو يعلن عن إطـلاق السمـاعات اللاسلكية إنـه “ليـس مـن المنطقي أن نـربط أنفسنا بهـواتفنا عـن طـريق الأسلاك”. وذكر جوناثان أيفي كبير مسؤولي التصميم في أبل “نحن على أعتاب مستقبل لاسلكي حقيقي كنا نعمل من أجل بلوغه منذ سنوات عدة”. وسيكون آيفون 7 مزودا بكاميرا عالية الوضوح 12 ميغابكسل، مزودة بآلية تقريب عالية (زوم)، في حين أن كاميرا آيفون 7 بلاس الخلفية ستكون مزودة بعدستين وتتيح التقاط صور تضاهي الكاميرات الاحترافية. ومن المزايا الأخرى أن مقاومة الجهازين للماء، لكن أبل قالت إن سقوطها في الماء يمكن أن يسبب بعض الأضرار وأن تأمين الهاتف لا يكفل أضرار تعرضه للسوائل.

فيل شيلر: ليس من المنطقي أن نربط أنفسنا بالهواتف الذكية عن طريق الأسلاك
ولم يتضمن مؤتمر أبل أيّ مفاجآت أخرى، باستثناء، النسخة الجديدة من ساعتها الذكية (أبل ووتش) المضادة للماء أيضا، والتي ستتضمن لعبة “بوكيمون غو” والمزيد من الوظائف المدمجة مع أجهزة آيفون. وستكون متاحة في أكثر من 25 دولة اعتبارا من 16 سبتمبر الجاري.
وقال المحلل الفني باتريك مورهيد “أتوقع تحسن مبيعات الساعات بشكل كبير”.
وأعلنت أبل أن أجهزة آيفون 7 ستضم أسرع معالج في الهواتف الذكية حتى الآن هو “أي 10” وهو أول معالج رباعي النواة وأسرع بنسبة 40 بالمئة من معالج آيفون السابق.
كما أن قدرة بطارية آيفون 7 ستزيد بنحو ساعتين عن آيفون 6، أما بطارية آيفون 7 بلاس فإن قدرتها ستزيد بساعة واحدة على الأقل عن آيفون 6 بلاس. كما وفرت أبل درجة وضوح أعلى في شاشات الجهازين.
وسيتـم تـوفير الجهـازين باللـون الأسـود (اللامع وغيـر اللامع) والفضي والـذهبي والـذهبي الـوردي. وأعلنـت أبـل أنهـا ستطـرح خـلال أيـام نظـام التشـغيـل الجـديـد آي.أو.أس 10.
وتجري الشركة تغييرا كبيرا على منتجها الرئيسي، الذي يزودها بأكثر من نصف إيراداتها مرة كل عامين، لكن التعديلات المتواضعة في الهاتف الجديد تشير إلى أن دورة التغيير قد تصبح كل ثلاثة أعوام.
وتلقت أبل بداية الشهر الحالي هدية ثمينة، حين تعرضت منافستها سامسونغ لضربة شديدة، حين اضطرت لسحب هاتف غالاكسي نوت 7 بسبب مشكلة في البطاريات، الأمر الذي يمكن أن يدعم مبيعات آيفون.
ويأتي إطلاق الأجهزة الجديدة في ظل تحديات كبيرة تواجهها أبل، أهمها الأزمة مع المفوضية الأوربية التي ألزمتها بدفع 14.5 مليار دولار لأيرلندا كضرائب متأخرة.
وتحاول أبل الشركة بشتى الطرق استعادة مكانتها في الأسواق، بعد تراجع مبيعات هواتف آيفون للمرة الأولى في تاريخها منذ أكثر من عقد من الزمن